ألمانيا تحظر جمعية إسلاميّة للاشتباه بصلاتها بحزب الله وإيران – عرب 48

ألمانيا تحظر جمعية إسلاميّة للاشتباه بصلاتها بحزب الله وإيران وطهران تستدعي السفير الألماني

حظرت الحكومة الألمانية، اليوم الأربعاء، “المركز الإسلامي في هامبورغ”، وهو جمعية تدير مسجدا في المدينة الألمانية، وكانت محور تحقيق منذ أشهر عدة للاشتباه بدعمها حزب الله اللبناني، وصلاتها بداعمته إيران.

وقالت وزارة الداخلية إن تحقيقاتها أظهرت أن المركز الذي يقدم نفسه كجمعية دينية من دون أجندة سياسية، هو عكس ما يدّعي.

وأعلنت الوزارة أنها “حظرت المركز الإسلامي في هامبورغ والمنظمات التابعة له في كل ألمانيا لأنه منظمة إسلامية متطرفة لها أهداف مخالفة للدستور”.

واتّهمت المركز بأنه “ممثّل مباشر” للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي، متهمة إياه بنشر فكر طهران “بأسلوب عدائي ومتشدد”.

ويسعى المركز، وفق الوزارة، إلى “إقامة حكم استبدادي وديني” بديل للديمقراطي، ويدعم “البعد العسكري والسياسي” لتنظميات مثل حزب الله.

ويشتبه في أن المركز ينشر دعاية يُزعَم أنها معادية للسامية، وهو أمر تسعى ألمانيا لوضع حد له بعد ازدياد معاداة السامية في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة التي جاءت ردا على هجوم غير مسبوق نفّذته حركة حماس الفلسطينية داخل إسرائيل.

وداهم محققون 53 موقعا يعتقد بأنها تابعة للمركز في مناطق مختلفة من ألمانيا الأربعاء. كما سيطال الحظر منظمات عدة تعمل تحت مظلة المركز، منها أربعة مساجد للشيعة.

(Getty Images)

وقالت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر: “أريد أن أكون شديدة الوضوح: نحن لا نتخذ أي خطوة ضد ديانة”.

وأضافت: “نحن نميّز بشكل صريح بين الإسلاميين المتطرفين الذين نقوم بملاحقتهم، وكثير من المسلمين الذين ينتمون الى بلادنا ويعيشون بحسب معتقداتهم”، مشددة على أن “هذا الحظر لا يشمل على الإطلاق الممارسة السلمية للمذهب الشيعي”.

وتعتبر ألمانيا حزب الله “منظمة شيعية متطرّفة”، ومنعته في العام 2020 من القيام بأنشطة على أراضيها.

وأشارت فيزر إلى أن المركز يروّج لفكر إسلامي “موجّه ضد الكرامة الإنسانية، ضد حقوق المرأة، ضد العدالة المستقلة، وضد دولتنا الديمقراطية”.

ويدير “المركز الإسلامي في هامبورغ” مسجد الإمام علي المعروف أيضا بالمسجد الأزرق. وهو يعدّ من أهم المراكز الشيعية في أوروبا، وكثرت الدعوات في السنوات الأخيرة لكي تغلقه السلطات بسبب ارتباطه المفترض بإيران.

وللمركز فروع تمثيلية في مدن أخرى داخل ألمانيا أبرزها برلين وميونيخ وفرانكفورت.

وأسس المركز مهاجرون إيرانيون في العام 1954، ويخضع للمراقبة من قبل جهاز الاستخبارات الداخلية منذ مدة.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، نفذ المحققون عمليات دهم واسعة لمقره ومواقع مختلفة مرتبطة به في سبع من الولايات الـ16 في ألمانيا.

وأكدت وزارة الداخلية في برلين أنه تمّ العثور على “أدلة كثيرة” أدت إلى “تأكيد الشبهات بشكل كافٍ لإصدار أمر حظر” المركز الأربعاء.

ورحبت الحكومة الإقليمية في هامبورغ الواقعة بشمال ألمانيا، بقرار الحظر.

وقال وزير داخلية الولاية، أندي غروته، إن “إغلاق هذه البؤرة للنظام الإيراني غير الانساني هي ضربة فعلية للتطرف الإسلامي”.

الخارجية الإيرانية تستدعي السفير الألمانيّ

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أنها استدعت السفير الألماني في طهران بعد قرار برلين حظر الجمعية.

وذكرت الوزارة في بيان أنه “عقب قيام الشرطة الألمانية بإغلاق عدد من المراكز الإسلامية، استُدعي السفير الألماني اليوم إلى وزارة الخارجية”.

ونددت وزارة الخارجية الإيرانية بـ”التصرف العدائي” لألمانيا معتبرة أنه “يتعارض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان”.

وقالت: “للأسف ما حدث في ألمانيا اليوم مثال واضح على الإسلاموفوبيا وتحدٍ لتعاليم الديانات الإبراهيمية”.

وأشادت بـ”الخدمات القيمة التي لا تنسى للمراكز الإسلامية ومن بينها المركز الإسلامي في هامبورغ، في شرح تعاليم الإسلام الدينية وتعزيز مبدأ الحوار والتسامح الديني ومكافحة التطرف”.