تبادل مرشحا الرئاسة في إيران الاتهامات، يوم الاثنين، بعدم امتلاك حلول لمشكلات البلاد، وذلك قبل جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية والمقررة يوم الجمعة، والتي تهدف إلى اختيار خليفة للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي الذي توفي الشهر الماضي إثر حادث تحطم مروحية.
خلال مناظرة استمرت أكثر من ساعتين على شاشة التلفزيون العام، انتقد المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان منافسه سعيد جليلي، المفاوض النووي السابق المتشدد، بزعم افتقاره إلى الخبرة، وسأله “أخبرني، ما هي الشركة الوحيدة التي أدرتها على الإطلاق لتجعلك قادرا على إدارة البلاد؟”.
جليلي، الملقب بـ”الشهيد الحي” بعد أن فقد ساقه في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، ويشتهر بين الدبلوماسيين الغربيين بمحاضراته الوعظية ومواقفه المتشددة، دافع عن نفسه مسلطا الضوء على مسيرته المهنية والعديد من المناصب التي شغلها، بما فيها كبير المفاوضين النوويين.
كما سأل بزشكيان منافسه عن خططه للتوصل إلى اتفاق نووي، فأجاب جليلي بأنه سيتعامل مع الأمر “على أساس القوة وليس الضعف”، من دون الخوض في تفاصيل.
وقال جليلي إن بزشكيان ليس لديه خطط لإدارة البلاد، وإن رئاسته ستدفع البلاد إلى “وضعية متخلفة”، كما كانت في عهد الرئيس السابق المعتدل نسبيا حسن روحاني (2013-2021). أبرم روحاني اتفاقا نوويا مع القوى العالمية، ووضع حدا لتخصيب اليورانيوم الإيراني مقابل رفع العقوبات.
لكن في وقت لاحق، تحديدا عام 2018، قرر الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق التاريخي، ما أعاد فجأة العقوبات القاسية على إيران.
جليلي قال إنه “بدعم الشعب” ستحقق إيران نموا اقتصاديا بنسبة 8% سنويا، وهو الوعد الذي سخر منه بزشكيان، قائلا إنه يجب السماح للسلطات “بإعدامه إذا فشل” في الوفاء به.
وأضاف جليلي أنه يجب على إيران أن تنفذ “سياسة خارجية ديناميكية” إن أرادت أن يكون لها اقتصاد ناجح، وأن ذلك لا ينبغي أن يقتصر على الدول التي لديها مشكلة معها، في إشارة إلى الولايات المتحدة والعالم الغربي.
وعوضا عن ذلك، قال “يجب على إيران أن تنظر إلى 200 دولة أخرى في العالم، حيث “يتعين تحسين العلاقات الخارجية”.
بزشكيان أوضح أن سياسته الخارجية سترتكز على “التواصل مع العالم”، بما في ذلك الانخراط في “مفاوضات لرفع العقوبات”.
ووعد كلاهما بمعالجة مشكلات الفقراء والعمال والنساء والمجموعات العرقية والأقليات الدينية في البلاد. كما تعهدا بتوفير شبكة إنترنت أفضل وأسرع، في محاولة لجذب جيل الشباب الذي أظهر لامبالاة خلال تصويت يوم الجمعة.
وقال بزشكيان وجليلي أيضا إن نسبة المشاركة المنخفضة في الجولة الأولى – وهي أدنى نسبة مشاركة على الإطلاق في الانتخابات في تاريخ الجمهورية الإسلامية – يجب التحقيق فيها. وأضاف بزشكيان ”من غير المقبول ألا يدلي حوالي 60% (من الناخبين) بأصواتهم”.
من المقرر أن يتواجه المرشحان، يوم الثلاثاء، في المناظرة الثانية والأخيرة.