دعا المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، اليوم السبت، مرشحي انتخابات الرئاسة الإيرانية المزمع إجراؤها يوم الجمعة المقبل، إلى عدم الإدلاء بتصريحات “تفرح الأعداء”. وقال في كلمة خلال لقاء مع رئيس السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني إيجئي، وكبار القضاة والعاملين في القضاء، إن هناك برامج تلفزيونية “جيدة” بشأن الانتخابات لتعرّف المواطنين على آراء المرشحين.
وتابع خامنئي: “توصيتي ألا يصرّح السادة المرشحون خلال مناظراتهم التلفزيونية، أو تصريحاتهم في اجتماعاتهم، أو على حد سواء، بطريقة تفرح العدو لأجل التغلب على المرشح الآخر”، مشدداً على أنه “لا ينبغي الإدلاء بكلام يرضي العدو، وهذه نقطة مهمة، فلا يجوز ذلك”، وفقاً للتلفزيون الإيراني.
ولم يسمِّ خامنئي مرشحين محددين كانوا قد أدلوا بتصريحات “مفرحة للعدو”، لكنه ربما يقصد المرشحين الإصلاحي مسعود بزشكيان والمحافظ المعتدل مصطفى بور محمدي، اللذين وجها انتقادات شديدة خلال المناظرات والبرامج الانتخابية لبعض سياسات البلاد الداخلية والخارجية، خاصة في ما يتعلق بالتعامل مع العالم الخارجي والعقوبات الأميركية، وأكدا أن تطوير الاقتصاد الإيراني وحل أزماته يتوقفان على رفع هذه العقوبات و”التعامل البناء” مع العالم. في وقت لم يخرج المرشحون الأربعة الآخرون خلال برامجهم الانتخابية عن الخط الإعلامي المألوف للثورة الإسلامية في تناول القضايا والملفات، مع تأكيدهم ضرورة استمرار نهج الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي.
وتجرى انتخابات الرئاسة الإيرانية يوم الجمعة المقبل، في 28 يونيو/ حزيران، وهي الانتخابات الرئاسية الـ14 في إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، وذلك لاختيار الرئيس الإيراني الثامن. وتأتي هذه الانتخابات بعد مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه في حادث تحطم طائرتهم الشهر الماضي في محافظة أذربيجان الشرقية، أثناء زيارة عمل هناك.
ويتنافس في انتخابات الرئاسة الإيرانية ستة مرشحين، خمسة منهم من المحافظين والآخر إصلاحي، هم: رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، والأمين السابق سعيد جليلي، ورئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني، ورئيس مؤسسة الشهيد مساعد الرئيس الإيراني أمير حسين قاضي زادة هاشمي، ورئيس جمعية العلماء المناضلة رجل الدين مصطفى بور محمدي، والمرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان.
استطلاع: المرشح الإصلاحي لانتخابات الرئاسة الإيرانية يتقدم
وفي السياق، نشرت صحيفة وطن إمروز المحافظة، اليوم السبت، نتائج استطلاع للرأي، قالت إنّ أحد مراكز قياس الأفكار المهمة، أجراه الخميس الماضي، من دون تسمية المركز. وذكرت الصحيفة أنّ المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان حصل في الاستطلاع على 29% من أصوات المستطلعة آراؤهم، ليتقدم على منافسيه المحافظين محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي الحاصلين على 25.2% و24.1% على التوالي.
وبحسب نتائج الاستطلاع، إذا انسحب قاليباف، فستتوجه 38.2% من أصواته نحو المرشح المحافظ سعيد جليلي، و20.1% منها إلى المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان. لكن إذا ما انسحب جليلي، فتتوجه 45.7% من أصواته إلى سلة قاليباف، و5.1% منها إلى سلة بزشكيان. وإذا اقتصر التنافس فقط بين قاليباف وجليلي، فإن قاليباف سيتقدم بحصوله على 44.2% من الأصوات، ثم جليلي بـ41.8%. وفي حال التنافس بين جليلي وبزشكيان، سيحصل الأخير على 47.7% من الأصوات وجليلي على 39.9% منها.
كما أنه في حال اقتصر التنافس فقط بين بزشكيان وقاليباف، سيفوز الأخير بالجولة الأولى بحصوله على 55.1% من الأصوات، وسيحصل بزشكيان على 35% منها. من جهته، أعلن مركز البحوث التابع للبرلمان الإيراني، نتائج أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “ملت” لقياس الأفكار التابعة له، مشيراً إلى أن 45% من الناخبين الإيرانيين قد أكدوا أنهم سيشاركون في الانتخابات، في وقت ما زال 31.8% من الناخبين الإيرانيين مترددين، في حين أكد 21.4% من الناخبين أنهم لن يشاركوا في الانتخابات.
وبحسب نتائج هذا الاستطلاع، فإن المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف يتصدر بحصوله على 20.7% من أصوات الناخبين الذين قرروا التصويت، يليه المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بـ18.9%، ثم المرشح المحافظ سعيد جليلي بـ18.2%.