ميدل ايست نيوز: رغم وعود المرشحين السابقين التي لم تر النور، وتردي الأوضاع الاقتصادي وتعقد الأجواء في إيران أكثر من ذي قبل، لا يزال وابل الوعود الجديدة لكسب الأصوات يتساقط بغزارة على رؤوس الإيرانيين ويستغل الجانب المعيشي لديهم، فهل امتلك أحد المرشحين الإيرانيين حقا خطة للتنمية الشاملة وتحسين الاقتصاد؟

وتعددت الوعود الغريبة التي أطلقها المرشحون لرئاسة إيران لدرجة وصفها البعض بالعجائب، فهي وعود لا يمكن تنفيذها فقط في إيران التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، بل في أي بلد آخر حول العالم، وقد يجلب تنفيذها خطرا جسيما على البلاد.

وعود زاكاني 

يتصف علي رضا زاكاني، محافظ طهران، بأنه سيد الوعود الكبيرة وزعيمها. فقد تعهد “في حال ترشح للرئاسة” أن يعطي عشرين غرامًا من الذهب لكل أسرة إيرانية تحت مسمى “الإعانة الحكومية”. وطرح هذه القضية بهدف القضاء على التضخم، قائلا: إن الذهب من اليوم فصاعدا محصن من ضربات التضخم.

وتزداد القصة تعقيداً عندما يزيل زاكاني الستار عن وعد اسماه “خفض سعر البنزين إلى النصف”، ويقول إنه “خفض سعر البنزين في حكومته إلى ألف وخمسمائة تومان”. ويأتي هذا الوعد في وقت تعاني إيران من أزمة نقص كبيرة في مادة البنزين، ما يعني أن إجراء ذلك الوعد يعني خلق أزمة خطيرة على الاقتصاد الإيراني.

وزاكاني من المرشحين الذي تعهدوا أيضا بجعل التأمين مجانيا للأطفال دون السابعة والنساء الحوامل والكهول، علما أن هذا الوعد العام، الذي لم يوضح طريقة وآلية تنفيذه، يشكل عبئاً مالياً ثقيلاً على كاهل الحكومة.

ليس هذا فحسب، فقد تعهد محافظ طهران بتسليم اللحكوم إلى كل أسرة إيرانية وفق برامج معينة.

وعود قاضي زاده 

أطلق المرشح الرئاسي الإيراني قاضي زاده هاشمي على غرار غيره عدة وعود غريبة. فقد أشار خلال أحد خطاباته الموجهة إلى الأسر والعوائل في البلاد، إلى خططه لمنح مليار تومان (20 ألف دولار) قرضًا لكل شاب لتكوين أسرة. علما أن شعار حكومة قاضي زادة هو “حكومة الأسرة”.

وبينما أدعى هذا المرشح أن عملية انتخاب وزير التربية والتعليم ستتم عن طريق المعلمين أنفسهم، قال أنه سيحل مشكلة البورصة في أقل من ثلاثة أيام.

جليلي والسفر المجاني

سعيد جليلي، الذي انسحب من الحملة الانتخابية الماضية في عام 2021 لصالح رئيسي، يعود الآن إلى الساحة مرة أخرى. وتعهد هذا المرشح الرئاسي بأنه سيمنح كل عائلة إيرانية ثلاثة أيام من السفر المجاني وإقامة في نزل تابعة للحكومة.

ومن ناحية أخرى، فقد وعد بالتعويض عن تخلف عدة مئات من السنين في بضع سنوات.

وقد وعد جليلي بإعادة الائتمان إلى الريال وإلغاء الدولار. وهو برنامج كان على أجندة الحكومات السابقة، حتى حكومة رئيسي، لكنه لم يتحقق.

بور محمدي ومجانية الطاقة

تحدث مصطفى بور محمدي عن أحد برامج حكومته العجيبة، إذ قال أنه ينوي توزيع البنزين مجانا على الإيرانيين: أنا متأكد من أنه من خلال الإدارة الجيدة لدعم الوقود والطاقة، يمكننا تحديد متوسط ​​كمية الوقود في أوروبا ومنحها للناس مجانًا. لدينا مؤشر ونموذج، أما الباقي فيمكننا تقديم تسهيلات أخرى مثل المساعدة الصحية والتعليمية.

وعود قاليباف حول شراء منازل

وتعهد قاليباف في تغريدة على تويتر أنه في حال أصبح رئيسا، سيتم زيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين والحد الأدنى لأجور العمال بمقدار التضخم السنوي بالإضافة إلى النمو الاقتصادي. وكتب: إن التأخر في زيادة الحد الأدنى للأجور مقارنة بمعدل التضخم يعني تقلص موائد الناس وانعدام الأمن النفسي للأسر.

وأضاف هذا المرشح الرئاسي: سنقوم بإجراءات تتيح حتى للعمل شراء منزل بدخل 7.5 سنين من سنوات عمله.

وتشير الاستطلاعات إلى أن بزشكيان، المرشح الرئاسي السادس، لم يطلق أي وعد مثير للجدل في مجال الاقتصاد أو حتى في أي مجال آخر، بل أوكل كل شيء إلى الخبراء.