ميدل ايست نيوز: ربّما كان رسمُ الأجساد التي هدّها التعب، والوجوه المنهَكة والمشاهد الملتقَطة من الحياة اليومية، أكثر ما ظلّ يُميِّز أسلوب الفنّان الإيراني المُقيم في كندا رضا دوست (1974)، طوال مسيرته الفنّية التي تمتدّ منذ منتصف التسعينيات. لكنّنا نراه يحيد عن ذلك قليلاً هذه المرّة، ليلتفت نحو الطبيعة الصامتة في معرضه “أبقِها طازجة: الطبيعة والحنين”، الذي افتُتح في “منصّة الفنّ المُعاصر” بالكويت العاصمة، في العاشر من الشهر الجاري، ويتواصل حتى العاشر من تموز/ يوليو المُقبل.
يستحضر التشكيلي الفواكه في لوحاته، ويعبُر من خلالها نحو تراث بلاده الفنّي. بهذا تصبح حبّات الرمّان وثمار التفّاح والليمون والزيتون إشاراتٍ حيّة، رغم وضعيّاتها “الصامتة”، تنقل لنا الخلفيات التشكيلية التي استمدّ منها دوست تصوّراته وأثّرت في أعماله.
وفي تقديمه للمعرض نجده يكتب: “لسنوات، كنتُ أسافر دائماً مع بعض رسوماتي ومقتطفات من الصور وبعض مكعّبات السكّر. هذه العناصر بمثابة الأساس لعملي. وبينما كنتُ أحتسي الشاي المرّ مع مكعّب سكّر يذوب في فمي، أحدّق في هذه القطع المجمّعة، والمأخوذة من أعمال أساتذة الفُرس القُدامى، وأتأمّل تفسيراتهم لأحداث الحياة عبر أزمنة وأماكن مختلفة”.
تَكرّس مفهوم الطبيعة الصامتة (Still life) الغربي، حتى في الأكاديميات العربية والإسلامية، وذلك بفعل الكثير من المفاهيم المركزية التي هيمَنت طويلاً على حركة التشكيل، لكنّنا مع لوحة رضا دوست نعود لنُلامس وجهه “الطازج” بعيداً عن الاحتكارات الغربية. فهذه هي عناصر الطبيعة مبثوثة في كلّ أنحاء الكوكب، ولا مجال لتلزيمها لجهة من الجهات. ومن هُنا يعطفُ التشكيلي “الحنين” على الطبيعة، مستعيداً إرث “أساتذته الفُرس” عبر التاريخ، الذين طالما صوّروا الطبيعة بأشكال وأساليب لا حصر لها في منمنماتهم.
أمّا من حيث المستوى اللوني، فلا تبدو اللوحة في “الطبيعة والحنين” محصورةً بما هو ماثل أمام العين من ألوان رئيسية، وإن كانت تميل أكثر صوب التدرُّجات الغامقة، كما يحفُّ الأسود ذو الخطوط الكثيفة بمُحيط الفاكهة المُصوَّرة، مُمتدّاً إلى إطار اللوحة. من ناحية أُخرى، فإننا نُعاين أيضاً الأخضر والأصفر والأحمر، في حواريّة واحدة لا تنعزل فيها الألوان.
وكان قد تلا افتتاح المتحف بيومين عرضٌ حيّ موسيقيّ – تشكيلي بعنوان “صرخة الملائكة” جمَع كُلّاً من التشكيلي الإيراني، الذي رسم لوحته أمام الجمهور، بمواطنه عازف الناي آرشان رحيمي، عبّرا من خلاله عن قُدرة الفنون على مواجهة التوحّش الإنساني الطاغي على الكوكب.
وُلد رضا دوست في أصفهان عام 1974، وتدرّج في دراسته الفنَّ التشكيلي حتى حاز الدكتوراه من “جامعة طهران”، وهو يُقيم اليوم في كندا. وتوزّعت أغلبيّة المعارض الفردية التي قدّمها (أكثر من 15 معرضاً) بين مُدن أصفهان والكويت العاصمة والدوحة والمنامة، إضافة إلى فانكوفر.
أقرأ التالي
2024-06-17/14:54
من تزيين الأضحية إلى مراجيح الخطيئة… تقاليد غريبة للإيرانيين في “عيد الأضحى”
2024-06-17/09:32
عيد الأضحى في العراق… أيام سعادة مهما كانت الظروف
2024-06-15/12:08
الشعر شغف الإيرانيين… وملجؤهم عند ضريح حافظ الشيرازي لقراءة الطالع
2024-06-15/08:32
الحجاج يقفون على جبل عرفة
2024-06-13/15:55
الحجاج الإيرانيون إلى السعودية يتجاوزون حاجز 89 ألف حاج
2024-06-11/21:49
قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود للعهد العثماني
2024-06-08/12:56
الأداء الضعيف لمنتخب الكرة الطائرة الإيراني يطيح بالمدرب البرازيلي
2024-06-08/12:01
تسريب آلاف الصور النادرة من قبل شخص مجهول لسلالة “قاجار” من قصر كلستان
2024-06-04/18:53
دار المخطوطات العراقية تنهي عملية تصوير وتوثيق نحو 47 ألف مخطوطة
2024-06-01/21:07