قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تشارك إسرائيل في أهداف الحرب، وعندما تختلف معها في المسار فإن الحل يكون داخل الغرف المغلقة، في إشارة على ما يبدو إلى تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن أن هناك انخفاضاً كبيراً في إمدادات الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
وأوضح غالانت أن “الرابطة القوية والدائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل هي المفتاح لاستراتيجية أمتنا وأمننا”. ولفت إلى أن الولايات المتحدة “وقفت إلى جانب إسرائيل” منذ بدء الحرب على غزة. وأشار إلى أن ذلك شمل “العمل معاً في مواجهة الهجوم الإيراني منتصف إبريل/ نيسان الماضي (…) نحن نقدّر الدعم العلني والسري الذي تلقيناه من الولايات المتحدة”.
وتابع: “أنا أقف هنا في واشنطن بصفتي وزير دفاع إسرائيل لأقول الآتي: قد تنشأ خلافات في كل عائلة، ونحن نعتبر الشعب الأميركي عائلتنا. ومع ذلك، مثل جميع العائلات، فإننا نناقش خلافاتنا داخل المنزل ونبقى متحدين، ونتطلع إلى المستقبل”.
وقال غالانت في بداية لقائه مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان: “سنتناقش كما يناقش الأصدقاء سلسلة طويلة من الأمور، لبنان وغزة وإيران، والقضايا المتعلقة بها، وأيضاً قضية الإمدادات الأميركية لإسرائيل”. وبحسب غالانت فإن “لدى إسرائيل وأميركا أهدافاً وغايات مشتركة، وأحياناً نختلف حول سبل تحقيقها. نحل الخلافات في غرف مغلقة بطريقة مشتركة، وهذا أمر جيد”.
وفي مقطع فيديو مصور، اطّلعت عليه وكالة الأناضول، هدّد غالانت حركة “حماس” بمواجهة عواقب إن لم تقبل بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن، مدعياً أن حكومته “قبلت” بهذه الصفقة و”تقف خلفها بثبات”. ومن واشنطن حيث يزورها من الأحد الماضي، قال غالانت: “نقف بثبات خلف صفقة الرئيس بادين التي قبلتها إسرائيل، والآن يتعيّن على حماس أن تقبلها أو تتحمل العواقب”.
وسبق أن وافقت فصائل المقاومة الفلسطينية في 6 مايو/ أيار الماضي على مقترح اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى طرحته مصر وقطر، لكن إسرائيل رفضته بزعم أنه “لا يلبي شروطها”، ولاحقاً قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نص بايدن يشبه إلى حد كبير نص المقترح السابق الذي وافقت عليه حماس، مع تعديلات طفيفة.
وأكد وزير الأمن الإسرائيلي في كلمته المصورة، كذلك، “التزام” حكومته إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة “دون استثناء”، على الرغم من أنها لم تتمكن إلا من إعادة 4 أسرى أحياء منذ بداية الحرب، التي دخلت شهرها التاسع، فيما قالت حركة “حماس” إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل العشرات من هؤلاء الأسرى في قصف على القطاع. وادعى غالانت “التزام” حكومته و”التزامه شخصياً” “تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى غزة”.
وتتناقض هذه التصريحات مع الواقع على الأرض في غزة؛ حيث يعاني الفلسطينيون في غزة، وخصوصاً في مناطق الشمال، من شحّ شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء، وصل إلى حد تسجيل وفيات جراء الجوع؛ وذلك بسبب الحرب وقيود إسرائيلية تنتهك القوانين الدولية.
وخلال جولته، تحدث غالانت عن إحراز “تقدم ملحوظ” على صعيد حصول إسرائيل على مزيد من شحنات الأسلحة الأميركية، بعد محادثاته مع مسؤولين كبار في واشنطن. وقال: “أحرزنا خلال الاجتماعات تقدماً ملحوظاً، تمت إزالة العراقيل ومعالجة مكامن الضعف”. وأكد أن التقدم يشمل “مسائل مختلفة”، بينها “موضوع تعزيز القوة وإمدادات الذخيرة التي يجب أن نأتي بها إلى دولة إسرائيل”، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”.
وشكر غالانت الإدارة الأميركية والشعب الأميركي لدعمهما المستمر لإسرائيل. وجاءت تصريحاته إثر لقائه مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، مختتماً زيارة لواشنطن التقى خلالها أيضاً وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن.
وقال البيت الأبيض إن سوليفان “كرر التزام الرئيس (جو) بايدن ضمان حصول إسرائيل على كل ما تحتاج إليه للدفاع عن نفسها عسكرياً، ومواجهة خصومها المدعومين من إيران”، وأضاف أن سوليفان أثار مسألة التوتر في الضفة الغربية خلال اجتماع مع غالانت، بما في ذلك أهمية “نقل عائدات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية من دون مزيد من التأخير”.
وقال مسؤول أميركي كبير، مساء اليوم الأربعاء، في حديثه مع وكالة “رويترز”، إن الولايات المتحدة وإسرائيل تتطلعان إلى ترتيب اجتماع حوار استراتيجي قريباً، وإن “المسؤولية لا تزال على عاتق حركة حماس بشأن قبول مقترح وقف إطلاق النار”، مبيناً أن الولايات المتحدة تواصلت مع مصر وقطر اليوم بشأن المفاوضات المجمدة. وأضاف المسؤول الذي لم تكشف “رويترز” عن هويته: “نجري نقاشات لإيجاد حل بشأن شحنة الأسلحة المعلقة لإسرائيل التي لا تزال قيد المراجعة (…) أكدنا مجدداً التزامنا تزويد إسرائيل بالأسلحة باستثناء شحنة ذخائر ثقيلة لا تزال قيد المراجعة”. وأعرب عن اعتقاده أن “لا أحد يريد حرباً بين إسرائيل وحزب الله”.
نتنياهو يرد على غالانت
وجاء في رد من طرف نتنياهو على غالانت نشرته وسائل إعلام عبرية: “عندما لا يتم حل الخلافات لأسابيع في الغرف المغلقة، يتوجب على رئيس حكومة إسرائيل التحدّث علانية من أجل جلب ما يحتاجه مقاتلونا (جنود الاحتلال)، وهذا ما حدث هذه المرة أيضاً”.
وكان نتنياهو قد قال في كلمة له بالاجتماع الأسبوعي الحكومي: “كنا نتقدم على مدار أسابيع طويلة إلى أصدقائنا الأميركيين بطلب إسراع وتيرة الشحنات. وقد قمنا بذلك المرة تلو الأخرى، وعلى أعلى المستويات، والمستويات كافة، وأود تأكيد قيامنا بذلك في غرف مغلقة. وقد تلقينا تفسيرات مختلفة، لكننا لم نحصل على شيء واحد هو عدم تغيّر الوضع الأساسي، ومع أنّ أشياء معيّنة قد وصلت تدريجياً، إلا أنّ جلّ أنواع الذخائر لم تصل إلينا. وبعد أشهر من عدم تغيّر هذا الوضع، قررت التعبير عن ذلك علناً”.
وأثار فيديو نشره نتنياهو، يوم الثلاثاء الماضي، وتحدث فيه عن حجب واشنطن أسلحة وذخائر عن إسرائيل، غضب الإدارة الأميركية، وعلّقت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، الثلاثاء، على الفيديو، قائلة: “أُوقِفَت شحنة أسلحة واحدة فقط منذ بدء الحرب، في حين تدفقت مليارات الدولارات من الأسلحة دون عوائق”، وأضافت: “نحن حقاً لا نعرف ما الذي يتحدث عنه”، فيما اعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي تصريحات نتنياهو “مهينة”.