تقرير: مسلّحون من العراق واليمن وباكستان وأفغانستان قد ينضمون لحرب ضد إسرائيل في لبنان
قال مسؤولون من الفصائل المسلحة المدعومة من إيران ومحللون إن آلاف المقاتلين في الشرق الأوسط على استعداد للقدوم إلى لبنان للانضمام إلى حزب الله في معركته ضد الاحتلال الإسرائيلي إذا تصاعدت المواجهة المحتدمة إلى حرب شاملة.
يحدث تبادل إطلاق نار شبه يومي على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
تدهور الوضع في شمالي إسرائيل هذا الشهر بعد أن أدت غارة جوية إسرائيلية إلى استشهاد قائد عسكري كبير في حزب الله في جنوب لبنان. ورد حزب الله بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة المتفجرة على شمالي إسرائيل.
وهدد مسؤولون إسرائيليون بشن هجوم عسكري في لبنان إذا لم يتم التوصل إلى نهاية تفاوضية لإبعاد حزب الله عن الحدود.
على مدى العقد الماضي، قاتل مسلحون مدعومون إيرانيا من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان معًا في الحرب السورية المستمرة منذ 13 عامًا، ما ساعد على ترجيح كفة الميزان لصالح إبقاء النظام السوري برئاسة بشار الأسد وتهجير ملايين السوريين من سورية. ويقول مسؤولون في الفصائل والمليشيات المسلّحة إنهم قد يتحدون مرة أخرى إسرائيل.
وقال أمين عام حزب الله، حسن نصرالله في خطاب ألقاه، الأربعاء، إن قادة المسلحين في إيران والعراق وسورية واليمن ودول أخرى عرضوا في السابق إرسال عشرات الآلاف من المسلحين لمساعدة حزب الله، لكنه قال إن حزب الله لديه بالفعل أكثر من 100 ألف مقاتل.
أضاف نصر الله: “قلنا لهم شكرا، ولكننا لدينا أعداد ضخمة”. وأوضح نصر الله أن المعركة بشكلها الحالي لا تستخدم سوى جزء من القوة البشرية لحزب الله، في إشارة واضحة إلى المقاتلين المتخصصين الذين يطلقون الصواريخ والطائرات المسيرة.
لكن هذا قد يتغير في حالة نشوب حرب شاملة. وألمح نصر الله إلى هذا الاحتمال في خطاب ألقاه عام 2017 قال فيه إن مقاتلين من إيران والعراق واليمن وأفغانستان وباكستان “سيكونون شركاء” في مثل هذه الحرب.
ويقول مسؤولون من الجماعات اللبنانية والعراقية إن المقاتلين المدعومين من إيران من جميع أنحاء المنطقة سينضمون إذا اندلعت الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
وينتشر بالفعل الآلاف من هؤلاء المقاتلين في سورية ويمكنهم التسلل بسهولة عبر الحدود التي يسهل اختراقها.
وقد شن بعض الجماعات بالفعل هجمات على إسرائيل وحلفائها منذ أن بدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 تشرين أول/ أكتوبر. وتقول فصائل “محور المقاومة” إنها تستخدم “إستراتيجية وحدة الساحات” وسوف تفعل ذلك. ولن يتوقفوا عن القتال إلا عندما تنهي إسرائيل حربها على غزة.
وقال مسؤول في جماعة مدعومة من إيران في العراق “للأسوشيتد برس” في بغداد: “سنقاتل جنبا إلى جنب مع حزب الله” إذا اندلعت حرب شاملة. تحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه يتطرق إلى أمور عسكرية. ورفض إعطاء مزيد من التفاصيل.
وقال المسؤول، إلى جانب مسؤول آخر من العراق، إن بعض المستشارين العراقيين موجودون بالفعل في لبنان.
في السياق ذاته، قال مسؤول في جماعة لبنانية تحدث أيضا شريطة التكتم على هويته، إن مقاتلين من قوات الحشد الشعبي العراقية، ولواء فاطميون الأفغاني، ولواء زينبيون الباكستاني، وجماعة الحوثيين، يمكن أن يأتوا إلى لبنان للمشاركة في الحرب.
يتفق قاسم قصير، الخبير في شؤون حزب الله، مع أن القتال الحالي يعتمد في معظمه على التكنولوجيا المتقدمة مثل إطلاق الصواريخ ولا يحتاج إلى عدد كبير من المقاتلين. ورأى أنه إذا اندلعت حرب واستمرت لفترة طويلة، فقد يحتاج حزب الله إلى دعم من خارج لبنان.
وأضاف: “التلميح إلى هذا الأمر قد يكون (رسالة) مفادها أن هذه أوراق يمكن استخدامها”.