ميدل ايست نيوز: عقدت المناظرة الأخيرة بين المرشحين الستة للانتخابات الرئاسية الإيرانية ظهر اليوم الثلاثاء، حول محورين: “ملفات على الطاولة” و”توقعات الشعب من الحكومة الرابعة عشرة”.
وفي الحلقة الأولى، أجاب المرشحون على سؤال: «إذا أصبحت رئيسا، ما هو أول إجراء لك ومتى ستعلن عنه؟»
تحدث أمير حسين قاضي زاده هاشمي ، رئيس مؤسسة الشهيد، بصفته الشخص الأول وقال إنه بالإضافة إلى الحلول الأساسية الـ14 في برنامجه، سيتخذ أيضا تدابير فورية للتخفيف من آلام ومشاكل الناس.
كما خاطب علي رضا زاكاني، عمدة طهران، مختلف الفئات الاجتماعية والمهنية في خطابه، قائلا إن اتفاقه معهم “دستوري” وأن الحزم الاقتصادية التي طرحها المرشحون كما وعوده الانتخابية هي “حقكم وبقيت على الأرض حتى الآن”.
وأضاف أنه جاء إلى الساحة من أجل “العدالة والتوزيع العادل للبلاد وخلق الثروة” وأن أولويته هي دفع 20 مليون تومان سنويا لكل إيراني “كدعم ذهبي” حسب وصفه.
وأضاف زاكاني أنه في حال فوزه في الانتخابات سيعيد سعر البنزين إلى 1500 تومان ويقضي على التهريب واختلال توازن الطاقة والإضرار بالبيئة، وبخططه “سيصبح أكثر من 90 في المئة من الناس أغنياء”.
كما أكد سعيد جليلي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، على العمالة والصرف الأجنبي في ملاحظاته، وتناول على وجه التحديد قضية القرى.
وأضاف أنه لا ينبغي النظر إلى القرى الإيرانية على أنها أماكن فقيرة ومحرومة، لأن القرى، بحسب المرشح، هي “نفس الفرصة وخلية القفزة”.
أما مصطفى بورمحمدي، وهو مرشح آخر، فركز على نتائج استطلاع للرأي قدمته هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، والذي أظهر أن 73.5 في المائة من الناس يعتبرون المشاكل الاقتصادية المسألة الأولى في البلاد، وأنه سيركز على البنية التحتية للنمو الاقتصادي والإنتاج.
واعتبر أن سوق الأسهم هو نبض الاقتصاد في جميع أنحاء العالم، وفي إشارة إلى نمو هذا السوق في نهاية إدارة حسن روحاني، قال إن “سوق الأسهم كانت محبوسة في حكومة إبراهيم رئيسي”.
وأشار بورمحمدي إلى تدخل الحكومة في البورصة، وانعدام الشفافية، ووجود الحكومات وشبه الحكومات كعقبة أمام المنافسة الحقيقية، وتضارب مصالح المؤسسات في هذا السوق كمشاكل للبورصة الإيرانية.
وادعى أنه “في غضون عام ، سيمنح رصيدا إيجابيا لسوق رأس المال والبورصة”.
وخلافا للمرشحين الآخرين الذين تحدثوا قبله، امتنع رئيس مجلس الشورى الإسلامي، محمد باقر قاليباف، عن تقديم برامج ووعود اقتصادية.
وقال: “لقد قلنا كل القضايا التي قيلت في العقدين أو الثلاثة عقود الماضية وكان ينبغي حلها، لكنها لا تزال موجودة. لماذا تركت دون حل؟”.
ودعا قاليباف المرشحين الآخرين إلى “عدم التحرك في خطة العدو” وعدم استكمال خطة العدو بـ”تحركات وتصريحات وقرارات، وجعل الناس أكثر انزعاجا”.
من جانبه، قال مسعود بزشكيان، مرشح الحركة الإصلاحية في إيران، إن الشعب يريد حل القضايا الاقتصادية أولا ثم السياسة الخارجية والثقافة، ويريد الإجابة عن سبب عدم حل هذه القضايا في إيران.
واعتبر السيد بزشكيان أن الفجوات العميقة في البنية السياسية والخلاف العميق بين الشعب والحكومة هي السبب الرئيسي للفشل في حل المشاكل، قائلا: “مع هذا المستوى من الصراع في الحكومة، لا يمكن فعل أي شيء لإيران ومشاكلها”.
وشدد على أن “أفضل الحلول التي قدمت من جانب الخبراء يتحول إلى صراع”.
وأضاف النائب أنه يعتزم “الحد من حدة الصراعات والفجوة بين الشعب والحكومة”.
وقال بزشكيان إن الأكاذيب وقعت في قلب السياسة الإيرانية وأنه لن يكذب وسيحترم حقوق المواطنين وسيكون مستمعا ومسؤولا بدلا من أن يكون متحدثا.
وفي جزء آخر من النقاش، أكد محمد باقر قاليباف أنه عمل مع ثلاث حكومات، وأن “ثلاثتها كانت معارضة لي سياسيا، لكنني لم أخلق توترات أبدا”.
وقال المرشح المحافظ إنه إذا أصبح رئيسا، فلن يضيع حياة الناس والشباب “بالجدل السياسي، والبحث عن رفاهية نفسه، واختلاق الأعذار”.
وفي نهاية المناظرة، دعا قاليباف الناس إلى المشاركة في الانتخابات ووصف الشكوك الموجودة بأنها مزيفة، قائلا: “اليوم ليس يوم شك، وليس يوما تنسى فيه القضايا وتصبح القضايا الثانوية هي القضية الرئيسية، اليوم هو اليوم الذي عليك أن تقرر فيه غدك ومستقبل بلدك”.
وقال مسعود بزشكيان إنه واجه تحديا صعبا لدخول الانتخابات، لكنه أكد: «لقد جئت لتحرير الشعب من عنق الزجاجة للعقوبات من خلال الجمع بين القوة الناعمة والصلبة، والدبلوماسية والميدان، والتفاوض والمقاومة، فضلا عن الجمع بين التضامن الاجتماعي وقوة الحكومة».
وأشار إلى أن المرشد الأعلى على رأس النظام السياسي الإيراني، مؤكداً أن “المرشد الأعلى يدعم تقدم البلاد ويدعم التغلب على المشاكل، وكسر الجمود وهو رصيد لحل الخلافات”.
وفي الجزء الأخير من خطابه في هذا النقاش، ذكر علي رضا زاكاني أنه ليس لديه مشكلة شخصية مع أي شخص، مدعيا أن قضيته هي “نموذج للحكم وطريقة للخدمة”.
وأعرب عن قلقه إزاء “ضياع طريق الشهداء”، ووصف ولاية إبراهيم رئيسي التي استمرت ثلاث سنوات بأنها “فترة حكمة”، وقال: “في عام 2021، تنحيت بفخر لصالحه”.
وفي نهاية المناظرة، قال سعيد جليلي: “وظيفة الحكومة هي التفاعل، وليس عقد الصفقات. أولئك الذين يعقدون الصفقات لا يحترمون حقوق الناس”.
ووصف جميع الأعراق والقوميات بأنها “فرصة” للمجتمع وقال: “تنوع الأعراق والأديان هو أحد فرصنا”.
وفي الجزء الأخير من خطابه، قال مصطفى بورمحمدي: “لقد جئت لأضع حدا للشكوك ولأقول بصراحة ودون تلعثم إن الشارع مكان للاحترام، وليست مكانا للتدنيس، والمائدة مكان للخبز، وليس وعدها، ورفاهية الشعب حق للشعب وليس فضل الحكومة. أنا أصولي، لكني أطالب بالتغيير”.
خاتمي يعلن دعمه لبزشكيان
بعد ساعة من المناظرة الأخيرة بين المرشحين، أصدر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي رسالة لدعم مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى الحاجة إلى إصلاح “المجتمع الذي مزقته الأزمات” وشدد على أن الإطاحة بالجمهورية الإسلامية “غير ممكنة ولا مرغوب فيها”.
وفي رسالة الفيديو التي نشرت اليوم الثلاثاء، أشار إلى امتناعه عن التصويت في انتخابات مجلس الشورى الإسلامي وخبراء القيادة، قائلا: “انضممت إلى الأغلبية التي تشعر أنه لا توجد أذن لسماع صوتها ولا يد لحل مشاكلها”.
وواصل خاتمي رسالته واصفا ترشيح مسعود بزشكيان بأنه “فرصة” وأعرب عن أمله في أن “يكون نافذة على جو يسمع فيه صوت الأغلبية ويظهر فرق، مهما كان صغيرا، في البيئة الحالية”.
كما أشار إلى “صدق بزشكيان ونزاهته” وكذلك “تمسك السيد بزيشكيان بمُثل الثورة” وأشار إلى صفاته الأخرى ، معلنا أن وجود بزشكيان “يمكن أن يخلق الأمل في قلوب الأغلبية غير الراضين عن الوضع الحالي “.
وقال رئيس الحكومتين السابعة والثامنة للجمهورية الإسلامية إن الشعب “يجب أن يعلم أن المشاكل التي تزداد حدة يوما بعد يوم لا يمكن حلها بسهولة وقريبا”، وقال إنه يعتبر المشاركة في الانتخابات الرئاسية الـ14 “مبررة” وسيصوت لمسعود بزشكيان.
وكان بزشكيان وزيرا للصحة في حكومة محمد خاتمي الثانية، وخلال حملته الانتخابية، أشار إلى “نجاحات” تلك الفترة في عدة مناسبات.